أغلق الرجل العظيم باب مكتبه ، وجلس يصلى كان يدعو الله أن يلهمه الرأى السديد ، إذا كان عليه أن يقرر أمراً خطيراً يتعلق بحياة الملايين.
ففى ذلك الوقت كان الصراع قد إحتدم بين مواطنيه فى شمالى البلاد وجنوبّها ، وخسرت البلاد مئات الألوف من الذين سقطوا فى الحرب الطاحنة، وفرقت الأحقاد حتى قلوب الوزراء وكان لابد لذلك الرجل الجالس على كرسى الحكم أن يضع حداً حاسماً لتلك الحرب قبل أن تفنى الصراعات كل أمل فى الوفاق أو الإصلاح ، ولكن حسم الأمور بالحرب كان مغامرة غير مضمونة العواقب ؛ فلو أن هذه الخطوة إنتهت بالفشل لسارت الفوضى شمالى البلاد وجنوبها، ولم يكن أحد يدرى ما كان يمكن أن يحدث بعد ذلك .. لهذا كان هذا القرار يحتاج إلى شجاعة وحكمة بل إرشاد إلهى.
[docupress-document url=’https://drive.google.com/file/d/0BykkwaNox4hISVZrZExrYXVRUUk/view?usp=drive_web’/]