( 98 ) إسطورة إستخدام الهرمونات فى تربية طيور التسمين

بعد مساء الخير حديثنا الْيَوْمَ عن إسطورة إستخدام الهرمونات فى تربية طيور التسمين
فى أحدث إستطلاعات الرأى فى أمريكا وجد أن حوالى ٦٠٪؜ من الأمريكان يعتقدون بإستخدام الهرمونات فى تسمين الطيور ، وذلك رغم الحظر الذى أعلنته منظمة الدواء والغذاء FDA عام ١٩٦٠ بعدم إستخدام الهرمونات فى مجال تربية الطيور ، وأيضاً رغم وجود ملصقات واضحة على عبوات لحوم الطيور فى الأسواق تنص على أن هذه اللحوم خالية من الهرمونات أو أن هذه الطيور لم تستخدم الهرمونات فى تسمينها .
وأيضاً فى مصرنا الحبيبة فهناك الكثير والذى يعتقد فى إستخدام الهرمونات فى عملية تسمين الطيور .
والهرمونات المقصودة هى هرمونات جنسية مثل الإستروجين oetrogen ، والبروجسترون progestrone والتيستستيرون testesterone وهذه الهرمونات تحفز إفراز هرمون النمو فى الطيور .
والحقيقة فهناك عدة أسباب تحول دون إستخدام الهرمونات فى مجال تسمين الطيور منها على سبيل المثال لا الحصر
١ أن هذه الهرمونات فى طبيعتها بروتين فإذا أخذ عن طريق فم الطيور فهو يهضم كأى بروتين ويتكسر إلى أحماض أمينية ويفقد قدرتة وطبيعته كهرمون .. لذا يجب أخذ الهرمونات عن طريق الحقن … مثال ذلك الأنسولين والذى يستهلكه أحبائنا مرضى داء السكرى فهو هرمون ويؤخذ عن طريق الحقن ولا يوجد مسار آخر لأخذه رغم ما يعانيه أحبائنا من وخز الحقن يومياً .
٢ بما أن هذه الهرمونات لابد وأن تؤخذ يومياً وعن طريق الحقن فإن ذلك يمثل إستحالة القيام بهذا الإجراء للآلاف من الطيور .
٣ معظم هذه الهرمونات هى هرمونات جنسية كما أسلفنا والغريب أن الطيور تصل إلى الأوزان التسويقية قبل الوصول إلى النضج الجنسى … إذاً فإن هذه الهرمونات ليس لها أية تأثيرات فسيولوجية تذكر .
٤ قد أظهرت الدراسات أن إستخدام الهرمونات فى عملية تسمين الطيور لن يكون مجدياً .. لأن تكلفة حقنة واحدة من هرمون النمو لدجاجة واحدة يمثل حوالى ١٠٪؜ من التكلفة الإنتاجية لها أو ١٠ أضعاف ما يتم صرفه على اللقاحات والكهرباء والتدفئة المطلوبة لكل دجاجة … وذلك لأن هذه الهرمونات لا تنتج على نطاق تجاري لذا فهى غالية الثمن .
٥ قد ثبتت كل الدراسات والأبحاث التى أجريت فى كل جامعات العالم بأن معظم الهرمونات ليس لها تأثير كبير على معدلات نمو الطيور وبأنه لا يتم إستخدامها على أية حال .
إذاً فمن أين جاءت هذه الأسطورة ؟
ذلك عندما رأى الناس دجاجة تزن حوالى ٢كجم فى عمر حوالى عدة أسابيع تعد على أصابع اليد الواحدة … ولَم يدركوا مدى الجهد المبذول لمدة عقود فى إستنباط سلالات من الطيور سريعة النمو ، ولَم يدركوا ما تم دراسته وإنجازه فى مجال دراسة إحتياجات الطيور من بروتينات وطاقة وفيتامينات ومعادن وخلافه وتوفيرها بصورة جيدة وبسيطة ، وأيضاً جهد المتخصصين فى مجال التربية من توفير المسكن المناسب من حيث المساحة المناسبة ،التهوية، نوعية المياه والهواء ، والفرشة ، والإضاءة وخلافه . ، وأيضاً ما تم تطويره من نظم وجودة اللقاحات والأدوية المختلفة لكافة أمراض الدواجن ، وغير ذلك من جهود .
فهل تتفقوا معى فى هذا ….. لذا وجب علينا أرباب هذه المهنة الجميلة أن نبث الوعي الصحيح لمستهلكي الطيور بأنه حقاً لا يتم إستخدام الهرمونات فى عملية تسمين الطيور .

تعليقات الفيسبوك

تعليق